تنزيل كامل الفصل
 
نصوص بيئية نموذجية
تدوير مياه الوضوء لسقي حدائق المساجد
 
محمد عبداللـه العليان /


صمم باحثون في جامعة السلطان قابوس في عُمان نظاماً رخيصاً لإعادة تدوير مياه الوضوء لسقي حديقة مسجد. وتعد مياه الوضوء من «المياه الرمادية»، لأنها لا تختلط بمياه الصرف الصحي التي تعد من «المياه السوداء».

يمر ماء الوضوء أولاً بطبقة من الرمل لتصفية المواد الصلبة، ثم بطبقة من الكربون المنشَّط لإزالة الروائح، وبعدها بمضخة كلور لإبادة الجراثيم. وتتجمع المياه المعالجة في خزان أرضي متصل بنظام ري بالمرشات.

لم يكلف المرشح (الفلتر) الذي صممه فريق أبحاث من قسم التربة والمياه والهندسة في الجامعة سوى 390 دولاراً. وهو بذلك أرخص بكثير من أنظمة معالجة المياه الرمادية المستوردة من الدول الصناعية. وبلغت الكلفة الإجمالية للنظام كله 3900 دولار. ولا تزيد كلفة الصيانة السنوية على 200 دولار، وهي تشمل قشط طبقة من حاجز الرمل بسماكة خمسة سنتيمترات وتغيير الكربون المنشط. وأضاف أن العمر الإفتراضي للمرشح هو عشر سنين.

دعـي نظـام المعالجة الجديد هذا WWW اختصاراً لعبارة بالإنكليزية تعني أشغال مياه الوضوء  (Wadu Water Works).  وهو يعمل حالياً في مسجد حمد بن حمود في السيب، بالقرب من العاصمـة العُمانيـة مسقط. ويعالج زهاء ألف ليتر من المياه يومياً، ويزداد هذا المقدار في أيـام الجمعة وخلال شهر رمضان. وتبلغ سعته الإجمالية أربعة أمتار مكعبة، وهي كافية لاستيعاب زيادة الاستخدام في المستقبل.

ومن المتوقع أن يؤدي انتشار هذا النظام الرخيص في دول الخليج وبقية البلدان الإسلامية الى إحداث طفرة بيئية، لأن هذه المناطق تقع في الحزام الجاف وشبه الجاف وتعاني من شح المياه.

وفي صنعاء، عاصمة اليمن، يعتمد في بعض المساجد نموذج فريد للاستفادة من ماء الوضوء الذي كان يهدر عادة، إذ يعاد استعماله في ري الحدائق التراثية. ومن خلال برنامج المبادرة الاقليمية للطلب على المياه (WaDImena) بات المجتمع اليمني قادراً على ري أكثر من 45 حديقة كانت ذاوية في ما مضى.

المشروع الذي بدأ في عام 2006 يهدف الى تشجيع المحافظة على المياه الجوفية في مدينة صنعاء القديمة اعتماداً على ممارسات تقليدية أصيلة لاستغلال مورد مائي بديل. وقد ساعد ذلك أيضاً على تعزيز الأمن الغذائي والتخفيف من حدة الفقر في المدينة.

واستخدام مياه الوضوء في الري لم يكن مألوفاً في العالم الاسلامي. لكن اليمن كانت استثناءً فريداً. وقد بدأت هذه الممارسة بمبادرة الأثرياء اليمنيين الى التبرع بحدائق تراثية تدعى «مقاشم» ويقع كل منها بجانب مسجد يمدها بمياه الوضوء. يضخ الماء الى المسجد من إحدى الآبار. ويتولى البستاني المسؤول عن المقشمة تصريف مياه الوضوء الى بركة، ومنها تنساب في قنوات ري الى الحديقة المجاورة. هكذا كانت ادارة مياه الوضوء من مسؤولية البستاني، الذي كان يحصل على الماء مجاناً مقابل الخدمات التي يؤديها للمسجد والجوار.

ولكن منذ سبعينات القرن الماضي تدهور وضع المياه الجوفية في أنحاء اليمن وباتت حصة الفرد من المياه 200 متر مكعب سنوياً، أي دون عتبة الفقر المائي. وعانت الحدائق من جفاف وتلوث بالنفايات، وفقدت غالبيتها دورها التقليدي في إمداد المساجد والمناطق المجاورة بالمياه، مما أدى في أحيان كثيرة الى توترات اجتماعية.

وقد نجح فريق مشروع WaDImena الذي يضم  باحثين ومهندسين وطلاباً جامعيين أن يشرك المجموعات المعنية بالحفاظ على المقاشم والمياه، بمن فيهم البستانيون وشيوخ العشائر وسكان الجوار وبلدية صنعاء ووزارة الأوقاف ووزارة المياه والبيئة. وأطلقت حملة توعية حول مشروع ري المقاشم بمياه الوضوء، الذي تم تنفيذه في صنعاء وبات نموذجاً يقتدى به في أنحاء اليمن.


 
 
 
العودة
نشاطات مدرسية
إختبر معلوماتك
مسرحيات
و أغاني
افلام
وثائقية
بوستر
للطباعة
إختبارات بيئية
         
  © Albiaa 2012 By Activeweb ME