1
فصول الدليل : تلوث الهواء
 
نشاطات تطبيقيّة | اختبر معلوماتك | سلوكيات شخصية مسؤولة | حقائق وأرقام | نشاطات مدرسيّة نموذجيّة | معلومات عامة | مقدمة
 

في السنوات الأخيرة ازداد قلق الناس في أنحاء العالم من تدهور نوعية الهواء والتأثيرات المحلية والعالمية المرتبطة به. وقد تكون التأثيرات على صحة البشر الأكثر حدّة، لأن الرئتين اللتين تحويان أنسجة حساسة جداً تستقبلان يومياً نحو 15 كيلوغراماً من الهواء، بالمقارنة مع نحو 2.5 كيلوغرام من الماء و1.5 كيلوغرام من الطعام يستقبلها الجسم. واضافة الى ذلك، ينتشر الهواء الملوث لمسافات بعيدة، وعملياً لا يمكن تجنبه. كما أن التأثيرات العالمية لظواهر ذات علاقة بتلوث الهواء، مثل تغير المناخ وثقب الأوزون، ثبت أن لها عواقب منذرة بأخطار. هذا ما دفع الحكومات والسلطات المحلية، خصوصاً في البلدان الصناعية، الى النظر في هذه المسائل بمزيد من الجدية، فبادرت الى فرض حدود ومقاييس لأنواع الانبعاثات المختلفة وتنفيذ اجراءات لتخفيض تلوث الهواء الى مستويات مقبولة.

 

أظهرت دراسات أجرتها منظمات وطنية ودولية أن الكلفة السنوية لجميع جوانب تدهور نوعية الهواء قد تصل إلى 2% من الناتج المحلي الاجمالي في البلدان المتقدمة، وأكثر من 5% في البلدان النامية. وتشمل هذه التكاليف الوفيات والأمراض المزمنة والعلاج في المستشفيات وانخفاض انتاجية العمال والمزارعين ونقصان حاصل الذكاء وانخفاض الرؤية نتيجة تلوث الهواء.

 

يحيط بالكرة الأرضية غلاف جوي، يسمى الهواء، يتكون أساساً من غازي النيتروجين والأوكسيجين، ويمتد إلى ارتفاع نحو 400 كيلومتر، وتقل كثافته كلما زاد الارتفاع. والهواء الجاف غير الملوث يتكون من 78% نيتروجين و21% أوكسيجين و0.9% أرغون، والبقية عبارة عن تركيزات شحيحة من غازات ثاني أوكسيد الكربون(0.3%) والنيون والهيليوم والهيدروجين والميثان وغيرها، اضافة الى بخار الماء. ولقد احتفظ الهواء المحيط بالكرة الأرضية بتركيبة شبه ثابتة طبيعياً على مر عصور جيولوجية طويلة. ولكن منذ عرف الإنسان النار واستخدم مصادر الطاقة المختلفة، ومع الثورة الصناعية، بدأت تنبعث في الهواء كميات هائلة من الغازات، خصوصاً ثاني أوكسيد الكربون، محدثة خللاً متزايداً في التوازن الطبيعي لتركيبة الهواء. ويعتبر ثاني أوكسيد الكربون «غاز الدفيئة» الأساسي الذي يتسبب في تغير المناخ، وينتج بشكل رئيسي من حرق الوقود في قطاعات الصناعة والنقل. ويؤدي ازدياد تركيزه في الجو، بالإضافة إلى غازات الدفيئة الأخرى مثل الميثان، والمواد المعروفة باسم كلوروفلوروكربون، وغازات أكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والأوزون وأول أوكسيد الكربون، إلى ظاهرة الاحتباس الحراري وارتفاع معدل درجات الحرارة العالمية. (لمزيد من المعلومات، يمكن مراجعة الفصل التالي حول تغير المناخ.

 

تلوث الهواء هو الحالة التي يكون فيها الهواء محتوياً على مواد غريبة، أو عندما يحدث تغيير في نسب مكوناته، مما يرتب آثاراً ضارة بصحة الإنسان أو بمكونات بيئته. وتنقسم مصادر تلوث الهواء إلى قسمين: الأول، المصادر الطبيعية مثل الغازات والغبار الناتج من ثورات البراكين ومن حرائق الغابات الطبيعية والأتربة الناتجة من العواصف. والمصدر الثاني نتيجة لأنشطة الإنسان على سطح الأرض، فاستخدام الوقود في الصناعة ووسائل النقل وتوليد الكهرباء وغيرها من الأنشطة يؤدي إلى انبعاث غازات مختلفة وجسيمات دقيقة في الهواء. وهذا النوع من التلوث مستمر باستمرار أنشطة الإنسان، ومنتشر بانتشارها على سطح الأرض وخصوصاً في التجمعات السكانية، وهو التلوث الذي يثير الاهتمام والقلق لأن مكوناته وكمياته أصبحت متنوعة وكبيرة الى درجة أحدثت خللاً ملحوظاً في التركيب الطبيعي للهواء.

 

أهم ملوثات الهواء الشائعة هي أكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين وأول أوكسيد الكربون والهيدروكربونات والجسيمات العالقة (مثل الأتربة والغبار والدخان ورذاذ مواد مختلفة). هذه الملوثات تنتج أساساً من حرق الوقود الأحفوري (الفحم والنفط والغاز الطبيعي) وكذلك من حرق الخشب والمخلفات الزراعية. وبالإضافة إلى هذه الملوثات الشائعة، التي يجري رصدها بصورة دورية في عدد من الدول، كشفت البحوث العلمية عن انبعاث مئات المركّبات غير العضوية والعضوية بتركيزات شحيحة في الهواء نتيجة أنشطة الإنسان المختلفة. فقد وجد نحو 260 مركّباً كيميائياً في هواء بعض المدن الأميركية والأوروبية، بعضها شديد التفاعل مع المركّبات الأخرى.

 

يختلف مصير الملوثات المنبعثة في الهواء من مكان إلى آخر طبقاً للظروف الجوية السائدة حول مصادر التلوث. ففي بعض الأماكن، قد تساعد سرعة الرياح على نقل الملوثات مسافات بعيدة (وبالتالي تخفيف تركيزاتها)، وفي أماكن أخرى قد لا يحدث هذا. ولذا فإن التركيزات النهائية للملوثات المختلفة في الهواء لا تعتمد فقط على الكميات المنبعثة ولكن أيضاً على الظروف الجوية المحلية.

 

تؤثر ملوثات الهواء في صحة الإنسان بدرجات مختلفة، طبقاً لتركيزاتها، والجرعات التي يتعرض لها الانسان، وفترات التعرض، وحالته الصحية العامة وسنه وجنسه، وعوامل أخرى. فالهيدروكربونات مثلاً تسبب اضطرابات في الجهاز التنفسي وتزيد احتمالات الإصابة بسرطان الدم. ويؤثر غاز الأوزون على العينين وعلى وظائف الرئتين والقلب. أما أكاسيد الكبريت والنيتروجين فهي تؤدي الى ضيق التنفس وأمراض رئوية مزمنة وإضعاف مناعة الجسم. ويحد أول أوكسيد الكربون من قدرة الدم على نقل الأوكسيجين، وبهذا قد يسبب أضراراً في خلايا الدماغ أو اختناقاً، كما يؤثر في الدورة الدموية والجهاز العصبي. أما الرصاص فيسبب ترسبه في الجسم أمراض الكلى ويؤثر في الجهاز العصبي والدماغ ويؤدي إلى زيادة التخلف العقلي والتشنجات ونوبات التغيرات السلوكية وغيرها. وقد تؤدي ألياف الأسبستوس (أميانت) الى الاصابة بسرطان رئوي.

 

تلوث الهواء ليس مقصوراً على الهواء الخارجي (خارج المباني) وإنما يحدث أيضاً في الهواء الداخلي. وبينت الدراسات ارتفاع تركيزات ملوثات مختلفة داخل المباني، منها دخان السجائر والغبار والمواد الكيميائية المنبعثة من السجاد الصناعي (الموكيت) والدهانات وغيرها، إلى جانب الملوثات الناتجة من حرق الوقود للأغراض المنزلية، وفطريات العفن والفيروسات والبكتيريا وحبوب اللقاح وغيرها. ويعتبر التدخين من أهم مصادر تلوث الهواء الداخلي، وهو لا يلحق ضرراً بالمدخنين فحسب، انما أيضاً بغير المدخنين الذين يتعرضون لدخان التبغ، وهذا ما يعرف بالتدخين السلبي، أي استنشاق الدخان من دون أن يكون الشخص مدخناً.

 

 

المطر الحمضي وترقق طبقة الأوزون

 

من ظواهر تلوث الهواء «التلوث الحمضي» الذي ينتج من انبعاث أكاسيد الكبريت وأكاسيد النيتروجين والهيدروكربونات والأوزون، إما بمفردها وإما مجتمعة. وعندما

من ظواهر تلوث الهواء أيضاً الهجوم الذي تتعرض له طبقة الأوزون الستراتوسفيرية (على ارتفاع ما بين 12 و55 كيلومتراً عن سطح الأرض) من مواد كيميائية كمركبات الكلوروفلوروكربون. وهذه المركبات شائعة الاستعمال كغازات تبريد في الثلاجات ومكيفات الهواء، وكمذيبات في أجهزة إزالة الشحوم والتنظيف، وكمادة نفخ في إنتاج الرغوة المطفئة المستخدمة في مطافئ الحرائق، وغيرها من الاستخدامات. تعمل هذه المواد الكيميائية على ترقيق طبقة الأوزون، فتحدث «ثقوباً» في أماكن تسمح لأشعة الشمس بالوصول الى مستوى سطح الأرض من دون أن تصفّى منها الإشعاعات ما فوق البنفسجية الضارة، مؤدية الى مزيد من حالات حروق الشمس وسرطان الجلد وإعتام عدسة العين، ويمكن أن تعيق نظام المناعة عند الانسان. ومن دون «طبقة الأوزون الستراتوسفيرية» يصبح من الصعب جداً علينا أن نعيش على الأرض. ومن حسن الحظ، توافرت في السنوات الأخيرة بدائل لمركبات الكلوروفلوروكربون التي يلغى استعمالها على مراحل، بينها برامج ناجحة في عدد من الدول العربية.

 

جدير بالذكر أن غاز الأوزون يتواجد على مستويين، يكون مفيداً في أحدهما وضاراً في الآخر. فبعكس طبقة الأوزون الستراتوسفيرية العالية في الجو التي تعتبر طبقة وقائية تصفّي الاشعاعات ما فوق البنفسجية الضارة الصادرة عن الشمس وتعمل كمظلة لكوكبنا، يعتبر الأوزون الموجود على مستوى سطح الأرض غازاً ملوِّثاً وضاراً بصحة البشر.

 

يتكون الأوزون في طبقة الجو السفلى القريبة من سطح الأرض من تفاعل أكاسيد النيتروجين والهيدروكربونات المنبعثة من حرق الوقود، في وجود الشمس والحرارة، في ما يعرف بالتفاعلات الكيميائية الضوئية. ويزداد تركيز هذا الأوزون السطحي مع ازدياد أعداد السيارات. وهو يعتبر من ملوثات الهواء الخطرة، اذ يسبب التهاباً في العينين والحنجرة والرئتين، كما يؤدي الى تراجع القدرة على التفكير والتركيز. والأشخاص المصابون بالربو شديدو الحساسية للأوزون. ويؤثر الأوزون في نمو النباتات ويسبب أضراراً مختلفة للغابات.

 

 

تلوث الهواء في المنطقة العربية

 

نحو 90% من اجمالي انبعاثات أول أوكسيد الكربون في البلدان العربية ناتجة من وسائل النقل. ويقدر أن البلدان العربية تنفث مجتمعة نحو 16 مليون طن من أول أوكسيد الكربون في السنة. وتنفث أساطيل المركبات العربية 1.1 مليون طن من أكاسيد النيتروجين في السنة. وينشأ ما بين 70% و80% من اجمالي انبعاثات الهيدروكربونات من قطاع النقل. وما زال الرصاص، الذي يستعمل كمادة تضاف الى البنزين، يستأثر بأكثر من نصف مجموع الانبعاثات الرصاصية الجوية في البلدان العربية ونحو 100% في المناطق الحضرية، مع الاشارة إلى أن معظم البلدان العربية تعتمد برامج لمنع الرصاص في الوقود. وتنفث محركات الديزل ثاني أوكسيد الكبريت والجزيئات الدقيقة، مثلما تفعل محطات الطاقة الحرارية ومحطات تكرير النفط ومصاهر المعادن ومصانع الأسمدة والاسمنت ومحطات تحلية مياه البحر، وهي كلها تساهم الى حد بعيد في تدهور نوعية الهواء. وتنفث المجمعات الصناعية ومرافق التصنيع غازات تشتمل على ثاني أوكسيد الكربون والميثان والمركبات العضوية المتطايرة وأكاسيد النيتروجين. وأظهرت دراسات حديثة أن البلدان الخليجية تنفث نحو 50% من اجمالي انبعاثات ثاني أوكسيد الكربون في البلدان العربية (254 مليون طن من الكربون سنوياً)، وأن السعــودية ومصر والكويت والجزائر هي بين البلــدان الخمسين الأوائل التي لديهــا قطاعات طاقة تنفـث أعلى مستويات ثاني أوكسيد الكربون.

 

 

إجراءات للحد من تلوث الهواء

معظم البلدان في المنطقة العربية، خصوصاً العواصم والمدن الكبرى، تعاني درجات مختلفة من تلوث الهواء. ووفقاً لتقرير «توقعات البيئة العالمية» الصادر عن برنامج الأمم المتحدة للبيئة، تعاني مدن مثل صنعاء ودمشق والقاهرة وبغداد والمنامة من مستويات تلوث هوائي تفوق أحياناً الخطوط التوجيهية لمنظمة الصحة العالمية بأضعاف. وعلى رغم أن بلداناً عربية قليلة تراقب مستويات تلوث الهواء منهجياً، فإن البيانات والتقارير المتوافرة تشير الى أن المصادر الرئيسية لتلوث الهواء تشمل الانبعاثات من وسائل النقل، والعمليات الصناعية، وحرق مشتقات النفط لانتاج الطاقة الكهربائية، والتخلص من النفايات الصلبة والخطرة بطرق غير مناسبة.

في مصر، سجلت القياسات داخل المناطق المدينية وقرب المجمعات الصناعية مستويات تلوث تجاوزت أحياناً 8 أضعاف الحدود التي وضعها القانون البيئي في البلاد. أما في سورية، فيسبب قطاع النقل نحو 70% من تلوث الهواء في المدن، وتعتبر أجهزة التدفئة التي تعمل بالديزل ثاني أكبر مصدر للملوثات، كما أنها تلوث الهواء بشدة بثاني أوكسيد الكبريت. أما في لبنان، فتعتبر محطات إنتاج الطاقة ومولدات الكهرباء الخاصة، التي تعتمد إجمالاً على الوقود المستورد، مصدراً رئيسياً لتلوث الهواء، بالإضافة إلى القطاع الصناعي وقطاع النقل. وفي البحرين والجزائر والأردن، يعتبر قطاع النقل المصدر الرئيسي لتلوث الهواء. أما في السعودية فتُعزى المشكلة أساساً الى محطات التكرير ومحطات الطاقة ووسائل النقل. ومصادر تلوث الهواء الرئيسية في المغرب هي الصناعة والتعدين والنقل والزراعة. وفي فلسطين لا وجود لمحطات مراقبة وبالتالي لا بيانات موثوقة، ولا قدرة مؤسساتية على تفسير البيانات واتخاذ الاجراء المناسب.

أما في الإمارات العربية المتحدة، فتلوث الهواء هو أساساً في المدن الكبرى مثل أبوظبي ودبي والشارقة، ومن مصادره حركة السير المتزايدة والرمال التي تذروها الرياح وأعمال البناء التي تثير كثيراً من الغبار. وتعاني اليمن من تلوث هوائي ينبعث أساساً من وسائل النقل ومحطات الطاقة الكهربائية والصناعات المسرفة في استهلاك الطاقة. وفي تونس يساهم قطاعا الطاقة الكهربائية والنقل بشكل رئيسي في تلوث الهواء.

 

هناك نطاق واسع من الخيارات والاستراتيجيات التخفيفية لخفض تلوث الهواء، تختلف جدواها من بلد الى آخر اعتماداً على الرفاه الاجتماعي والاقتصادي. لكن خيارات مثل وضع مقاييس لنوعية الهواء، واقامة شبكات لمراقبة مُلوثات الهواء، وزيادة الوعي لدى المواطنين وصانعي القرار، وتخصيص اعتمادات مالية كافية، يمكن تبنيها في معظم البلدان العربية. وقد اتخذ بعض البلدان خطوات ووضع أنظمة تهدف الى حل مشكلة تلوث الهواء، مثل التحول الى أنواع الوقود البديل في لبنان، وفرض فحوصات للمركبات على الطرقات بواسطة أجهزة متنقلة لتحليل الانبعاثات في مصر، ومراقبة نوعية الهواء في الامارات العربية المتحدة.

حرق الوقود لانتاج الكهرباء وتشغيل المصانع والسيارات هو السبب الرئيسي لتلوث الهواء. وللحد من هذه المشكلة، على الحكومات التخلص من دعم أسعار الوقود، وادخال هيكليات ضريبية ملائمة، ودعم تكنولوجيات الطاقة المتجددة كالطاقة المائية والطاقة الشمسية وطاقة الرياح، وحفز المواطنين والقطاعات المختلفة على الاقتصاد في استهلاك الطاقة. كما يجب وضع قوانين إلزامية للبناء تأخذ في الاعتبار تصاميم مقتصدة بالطاقة. وفي القطاع الصناعي، ينبغي التوسع في استعمال تكنولوجيات استعادة الحرارة المهدورة وضوابط العمليات الآلية، خصوصاً في الصناعات المسرفة في استهلاك الطاقة مثل مصانع الاسمنت والفولاذ والزجاج، وهذا جزء رئيسي من مفهوم «الانتاج الأنظف». أما في قطاع النقل، فينبغي ترويج تكنولوجيات أكثر كفاءة في استهلاك الوقود، مثل المركبات الكهربائية والسيارات الهجينة (هايبريد) التي تعمل على البنزين والكهرباء، وادارة حركة السير في المدن لخفض استهلاك الوقود، وتطبيق فحوص سنوية صارمة على انبعاثات عوادم السيارات، وترويج النقل العمومي وأنواع الوقود الأنظف والمحركات الأكثر كفاءة.

 

 

cheat women women that cheat read here
reasons why women cheat on their husbands married men dating the unfaithful husband
abortion side effects is abortion painful facts against abortion
how many guys cheat riaservicesblog.net cheat husband
free std tests site urine chlamydia test
how to know your wife cheated want to cheat on my wife how do you know your wife cheated
my girlfriend cheated on me what do i do go has my girlfriend cheated on me
why do girlfriends cheat sunpeaksresort.com has my girlfriend cheated on me
catch a cheat open unfaithful husbands
my husband cheats go i think my husband cheated
has my boyfriend cheated on me quiz blog.whitsunsystems.com how to get your boyfriend to cheat on you
wife wants to cheat i want my wife to cheat on me how to know your wife cheated
i had a dream that my boyfriend cheated on me scottdangelo.com i cheated on my boyfriend what do i do
married affairs women who cheat on their husband how to cheat wife
my boyfriend cheated on me quotes centaurico.com married men who cheat
married men who cheat go wifes cheat
wife cheat story catching a cheater married woman looking to cheat
why do women cheat catch a cheat reasons wives cheat on husbands
panty lover stories adult survivingediscovery.com sex stories sites
why do husbands cheat husband cheated wife how to catch a cheater
gay sex stories gay erotic stories stories male fiction novels erotica link reading sex stories
why married men cheat on their wives site dating sites for married people
women cheat because what causes women to cheat i dreamed my wife cheated on me
 
نشاطات مدرسية
إختبر معلوماتك
مسرحيات
و أغاني
افلام
وثائقية
بوستر
للطباعة
إختبارات بيئية
         
  © Albiaa 2012 By Activeweb ME